أبعدوا خطر السرطان عن أطفالنا... لا للمحرقة!

أبعدوا خطر السرطان عن أطفالنا... لا للمحرقة!
لا ينقص مشهد الغيم الأسود الذي يغطي سماء بيروت سوى محرقة للنفايات!
نحن الموقعون أدناه، أهالي تلاميذ المدارس في بيروت ولجان الأهل، نرفض رفضاً قاطعاً إقامة محرقة للنفايات في مدينة بيروت وذلك حفاظاً على الصحة العامة وبالأخص صحة أطفالنا.
إن وضع تلوث الهواء في لبنان، وخاصة في العاصمة بيروت، مقلق للغاية وقد وصلت نسب الملوثات، بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، إلى مستويات تخطت بثلاثة أضعاف الحد الأقصى المسموح به عالمياً.
وهذا الوضع الكارثي، الذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، يعود لأسباب عديدة مثل الانتشار العشوائي للمولدات الكهربائية وازدحام السير وانبعاث الملوثات الصناعية دون رقابة، وكلها عائدة لسوء إدارة الملفات المتعلقة بالبيئة.
إن أولادنا معرضون جراء هذا التلوث لأمراض الجهاز التنفسي الحادة والحساسية والربو، حيث نشهد زيادة سنوية ملحوظة إن بعدد الإصابات أو بخطورتها. كما أن لبنان سجل أعلى نسبة بالإصابة بالسرطان بين البلدان العربية.
كل ذلك يحثنا على توخي الحذر ورفض أي عامل إضافي قد يزيد من التلوث وما ينتج عنه من أخطار صحية تهدد أطفالنا.
كنا ننتظر من الجهات المسؤولة أن تعمل على التخفيف من هذه النسب المرعبة لا أن تأتينا بمصدر تلوث جديد!
لا تطمئننا التصريحات بسلامة تشغيل المحارق المزعوم انشاؤها في لبنان استناداً إلى سلامة تشغيلها في الدول المتقدمة في العالم. لا تجوز المقارنة والتكهن بإدارة سليمة للمحارق ذات التكنولوجية العالية فيما لم تنجح الحكومات المتتالية منذ عقود في معالجة ملفات أسهل بكثير ولا بتطبيق القوانين، ولا بالمراقبة الفعلية أو محاسبة المخالفين لتجنب التدهور البيئي والصحي الذي وصلنا اليه.
لقد أعدّ د. عصام اللقيس في الجامعة الأميركية في بيروت دراسة تصور إنبعاث الملوثات من داخون المحرقة وطريقة انتشارها في الهواء في حال أقيمت في المدور/الكرنتينا. استناداً إلى هذه الدراسة فإن إقامة محرقة في هذا الموقع سيعرض أطفالنا في برج حمود والمدور والأشرفية وسن الفيل والحازمية والجديدة وغيرها من المناطق يومياً للملوثات المسرطنة. لذا سنقف دفاعاً عن حقهم بالصحة بوجه هذا المشروع بكل الوسائل المتاحة.
لن نقبل بهذه الازدواجية التي تفرض عليهم اعتماد أقل الوسائل ملاءمة للبيئة لخمسة وعشرين سنة قادمة بينما نسعى لتربيتهم على احترام بيئتهم ونعلمهم في المدارس أصول الممارسة الصحيحة المبنية على التخفيف من إنتاج النفايات وفرزها وإعادة تدويرها.
إننا نطالبكم بوقفة مسؤولية ومواكبة السياسات العالمية العصرية التي تعتمد على الاقتصاد الدائري والتخلي عن المحارق ومعالجة النفايات بطرق سليمة وصديقة للبيئة وملائمة لوضعنا.