دخلت البحرين في مستنقع التطبيع مع العدو الصهيوني في عام 2020م وفي كل يوم جديد يمر علينا نشعر بقلق شديد على مستقبل هذا الوطن ومستقبل أولادنا وديننا وهويتنا ونخشى على وحدة وسلامة هذا الوطن فلم يبقي هذا العدو صغيرة ولا كبيرة في البلد إلا وتدخل فيها من فرض نفسه على المرضى من خلال اتفاقيات صحية في المستشفيات إلى فرض محاضرين على الجامعات و اقحام أنفسهم في التعليم إلى تدخلهم حتى في مناقصات تحلية المياه أو اتفاقيات ((الدفاع المشترك)) وغيرها من كوارث اﻷمور التي تستهدف تغلغلهم رغما عن الناس اﻷمر الذي يمس البلد و  دون أن يستشار هذا الشعب أو يسأل عن رأيه ونحن اليوم نريدها وقفة جادة وقفة مسؤولية نعبر فيها عن رفضنا لهذا التطبيع ﻷننا نحب البحرين وﻷننا نخشى عليها وﻷننا لن نخون كل القيم الصالحة التي تربينا عليها والتي يقع اﻹحتلال الغاشم في الجهة المعاكسة لها تماما حيث يمثل كل الشرور بل هو الشر بعينه.

ولهذا فإننا ضمن هذا السياق نطالب العلماء حفظهم الله بقراءة هذه العريضة وتحقيق مطلبها.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أفضل اﻷنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد السادة العلماء اﻷفاضل ورثة اﻷنبياء وحاملي العلم المقدس من وحي السماء إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
يا من ننظر لكم في وقت الشدائد وعند الفتن وعندما يختلط الحق بالباطل وحين يحاك للأمة والدين أمر جلل من قبل أعداء الله وحين نخشى على الوطن والدين واﻷجيال القادمة من شر عدو غاشم حذرنا الله عزوجل منه في كتابه العظيم أشد التحذير ففي التاريخ مررنا بمثل هذه اﻷيام والسنن فإذا بالعلماء يقفون كالجبال ويصدعون بكلمة الحق ويؤدون أمانة العلم حقه مثل اﻹمام أحمد بن حنبل في فتنة خلق القرآن وشيخ العلماء العز بن عبدالسلام هازم المغول في عين جالوت في فلسطين وغيرهم الكثير
واليوم حين يتعرض ثالث المساجد المقدسة أهمية في اﻹسلام لكل هذا اﻹنتهاك والعدوان حين يتعرض مرابطوه المصلون الصائمون القائمون الركع السجود رجالا ونساء شيوخا وأطفالا لكل هذا العدوان حينما يراد بيع مسرى رسول الله وتقاسم حقه الحصري للمسلمين مع أعداء الله من المحتلين اﻷنجاس فلا ينبغي لعلماء اﻷمة السكوت ولا ينبغي لعلماء أهل السنة والجماعة من أهل البلد التخلف عن ذكر موقف الشرع من محالفة أعداء الله وفتح البلاد لهم وفتح أسرار البلاد ووزاراتها ومؤسساتها الهامة لهم والتعاون والتعامل معهم بصفة رسمية فيها احترام وتهاني بينما دماء المسلمين لم تجف بعد في غزة والقدس وجنين والخليل وعموم فلسطين وبينما اﻹعتراف بالعدو يعني اﻹعتراف بحقه في اﻷرض التي غصبها فماذا يتبقى بعد ذلك من فلسطين بعد هذا التطبيع البائس؟ وهي أرض اﻹسلام المقدسة التي لا يجوز لبشر التخلي عن شبر منها ناهيك عن اﻷخطار التي ستتعرض لها البحرين من وجود هؤلاء المجرمين
لذلك نطالب نحن الشباب البحريني في هذه العريضة السادة العلماء بإصدار بيان فتوى أو موقف شرعي موحد يضم توقيع كل علماء البحرين والصدع بالموقف  الشرعي المعروف أن التطبيع والتعامل مع اﻹحتلال لا يجوز شرعا لما فيه من موالاة أعداء الله على المسلمين المظلومين.
اللهم هل بلغنا اللهم فاشهد